احببتك قبل ان اعرفك
افتقدك قبل ان القاك
كلمات هام بها خاطرى عندما شاهدت صورته
على جدران "جمعية صناع الحياة"
محمود سليمان
لم اعرف عنه الكثير سوى انه كان من ضحايا
بلطجة وسفالة العسكر فى مذبحة بورسعيد
-----
محمود طالب فى كلية الهندسة
وهب حياته لخدمة الناس المحتاجة
فى رمضان كان هو المسئول عن اللجنة الخيرية
كان مسئول عن افطار الناس ف المواقف
اللى فى الشرقية
كل يوم يروح يجيب شوال البلح على كتفه
ويحط البلح فى الاكياس الصغيرة
ويفضل قاعد جنبه يقرأ قرآن
لحد قبل اذان المغرب بشوية
ويروح ع الموقف يوزع البلح
ويفطر الناس
محمود كان بيشيل هم الفلوس اللى هيجيب بيها شوال البلح
ومكانش بيهدى له بال الا لما يجمع المبلغ
انا معرفوش ... ملحقتش اقابله
مسمعتش صوته غير فى الفيديوهات
ماليش نصيب اشوف ابتسامته اللى كانت
بتهون على فريق صناع كل التعب اللى بيشوفوه
معرفتوش غير من الصور والجرافيتى اللى ع الحيطان
-----
يوم حملة "اوعى " حملة التوعية ضد الادمان والمخدرات
لاقيت بنوتة واقفة قدام بارتشن الحملة
على وشها بسمة بس مش كاملة
ولابسة اسود فى ابيض
روحت لها ولسه باعرفها على الحملة وهاحكى لها
قالتلى:- = انتى مش عرفانى ؟!
-انتى مش غريبة عليا حاسة انى شوفتك قبل كده
=انا اخت محمود
- محمود مين ؟!
=انا معاكم فى صناع
انا اخت محمود سليمان
وهى بتتكلم كانت بتشاور على الحيطة
بتشاور على الجرافيتى بتاعه
مرسوم فيه وشه وتحته
"محمود سليمان عايش فى الجنة "
ساعتها ملاقيتش نفسى غير فى حضنها
و بابكى اوى وبقولها انا آسفة
انا آسفة بجد
محمود كان السبب فى انى اجاى صناع اصلا
ربنا يرحمه
ساعتها هى اللى حضنتنى وطبطبت عليا
وقالتلى بتتاسفى على ايه يا حبيبتى
انتى بتكملى مشواره
------
محمود كان بيشجع الناس انها
تتطوع فى محو الامية
عشان تساعد الناس الغلبانة دى انها تقرأ
وتتعلم وتاخد حقها فى الحياة
حد كان بيدور على احلام الناس
ويساعدهم فى تحقيقها
عمره ما كان عايش لنفسه
حد كان بيفكر فى غيره
حد كنت باتمنى اقابله
محمود
انا نازلة بكرة عشان انت قولت
ان من حقه يكون انسان
من حقه يحقق حلمه
من حقه يوصل
نازلة عشان اساعده زى ما قولت
نازلة بكرة وهاشوفك فى كل واحد
بيكلم الناس بحب وبيجمع اكبر عدد من الاميين
عشان يعلمهم
هاتخًيل ابتسامتك اللى ما شوفتهاش
هاتخيًلها فى وشوش الناس اللى هتبقى فرحانة بوجودنا معاها
تصدق انى مبطلتش اسمع الفيديو اللى فيه صوتك
ادعيلى اكون معاك هناك :")
----------
صديقي الحبيبُ
صنعْتَ الحياة
فغابتْ بِعُمْرِكْ شموسُ النـَّجاة
ونورٌ توارى بظُـلْمٍ ضِياه
أنا لا أرَاكَ مع الراحلينَ
فــلا يا صَديقي ولا لا
على الأرْضِ خلْقٌ تـَموتُ
وفوقَ الرحيلِ صُـنّاعُ الحياة .
******
أهالتْ يديّ عليكَ التُراب
فغامتْ عيوني بدمْعِ العذاب .
فمَنْ يقـْتلُ الذِكْرى
ومَن يسجنُ الشوقَ ،
مَنْ يُكْبتُ الدمعَ بالأهْدابْ؟؟
ومَنْ يمْحو طيْفاً بنورِ الحَبيبِ تـَجلّى
يُداعبْ زوايا الحُضورِ برغـْمِ الغِياب
******
سُليْمانُ ) يا لو حةً يرْسمُ الدّمعُ
وجْه الحنينِ المُعتّقْ عليْها .
ويازهـْرةً يُولدُ العِطْرُ فيها
وتدْنو فراشَاتُ ربّي إليْها
أ( محْمودُ ) كيف النعيمَ وأنـْتَ النعيمُ
وكيف الجنةَ وأنـْتَ لديْها ؟
فيا أُمًّ ( محْمودَ ) لا تجْزعي.
وصلّي لربّكِ ليْلاً
وعِـنـْد القِيامِ ارْكعي.
ففي الجنّةِ الْـلُقـْيا
فلا تدْمعي .
******
الرثاء : بقلم : محمد فتحي الجابري
